الثلاثاء، 15 أبريل 2014

21- المدونات الإلكترونية ودعم التعبير عن التعددية في العالم العربي

المدونات الإلكترونية ودعم التعبير عن التعددية
في العالم العربي
د. حسني محمد نصر(*)
مقدمة:

ظل الحديث عن إعلام مستقل ومتعدد حلما يراود أنصار حرية الرأي والتعبير في العالم العربي منذ أن دخلته وسائل الإعلام الجماهيرية الحديثة قبل أكثر من قرنين من الزمن. ورغم تنوع وتعدد وسائل الإعلام في العالم العربي والتطور الكبير الذي شهدته خلال القرن العشرين فقد ساهمت عوامل كثيرة في وأد هذا الحلم حتى أصبح الإعلام العربي في غالبية الدول العربية هو إعلام الصوت الواحد، وأضحى عاجزا بدرجة كبيرة عن التعبير عن التعددية بكل أشكالها السياسية والطائفية والعرقية التي يتميز بها هذا الجزء المهم من العالم.
وقد نجحت النظم العربية- على تباينها- على مدار العقود الماضية في توظيف وسائل الإعلام لكي تكون في خدمة فئة واحدة هي تلك التي في السلطة دون النظر إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الوسائل في التعبير عن كل فئات وطبقات المجتمع. ونظرت هذه النظم إلى حرية تعبير الفئات المختلفة عن نفسها عبر وسائل الاتصال الجماهيرية علي أنه عامل تفريق وتشتيت وهدم للوحدة الوطنية، وبذلك حرمت القوى والطوائف المختلفة معها من امتلاك أو إدارة وسائل اتصال جماهيرية بدعوى الحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه. وبذلك أصبحت وسائل الإعلام العربية تعبر فقط عن النخب الحاكمة في كل قطر عربي.

الدراسات السابقة:
نظرا لحداثة الظاهرة فان الدراسات السابقة المتصلة بموضوع المدونات تبدو قليلة خاصة عندما يتعلق الأمر بدورها في دعم التعبير عن التعددية في العالم العربي. ورغم أننا لم نتوصل إلى دراسات تتصل اتصالا مباشرا بموضوع البحث الدقيق فإننا لا يمكن أن نغفل المحاولات البحثية المبكرة التي تناولت ظاهرة التدوين بوجه عام رغم أن عمرها لم يكمل عقدا من الزمن بعد.
والواقع أن ثقافة التدوين- أن صحت التسمية- تم توثيقها في البداية من جانب وسائل الإعلام التقليدية ومن جانب المدونين أنفسهم باعتبار أنها ظاهرة جديدة. ولم تدخل حيز الاهتمام البحثي الأكاديمي إلا في السنوات الثلاثة الأخيرة اعتبارا من عام 2003 عندما بدأ الباحثون في الإعلام يطرحون أسئلة حول ماهية هذه الظاهرة وعلاقتها بوسائل الإعلام التقليدية إلى جانب أدوارها المختلفة في تعزيز حرية التعبير في المجتمع والجوانب الأخلاقية والقانونية فيها([i]).
وقد استخدم الباحثون الأوائل مداخل متعددة في تحليل ظاهرة التدوين ودراستها. وعلي سبيل المثال فقد ركز Blood على المدخل التاريخي وقدم تأريخا للظاهرة يهدف إلى كشف أبعادها وتطورها من مجرد طريقة لتصنيف وتصفية مواقع الويب إلى وسيلة تسجيل اليوميات الشخصية ثم إلى مدونات كاملة ذات طبيعة جماهيرية. أما Herring وزملاؤه فقد تناولوا الظاهرة من مدخل الاستخدامات والاشباعات التي تحققها وتوصلوا إلى أن غالبية المدونات الاليكترونية (70.4%) منها تمثل نوعا من الصحف الشخصية التي يكتبها أصحابها عن حياتهم الخاصة وأفكارهم ومشاعرهم بينما تبلغ نسبة المدونات العامة التي تركز على شئون خارجية وأحداث وقضايا جماهيرية 12.6% من مجموع المدونات التي قاموا بتحليها وهذا النوع هو ما تهتم به وسائل الإعلام ومجمعات المدونين وهو نفسه النوع الذي يمكن أن يسهم- في رأينا- في دعم التعبير عن التعددية بمختلف أشكالها في المجتمعات الحديثة. وقد توصلت الدراسة نفسها إلى عدم صحة الاعتقاد الشائع بان المدونات مترابطة وتفاعلية. إذ كشفت أن متوسط التعليقات التي يكتبها المستخدمون بلغ 0.3% كما أن معظم التدوينات لا يحصل على تعليقات بالإضافة إلى أن نحو ثلث التدوينات كانت بدون روابط نشطة([ii]).
وتوصلت دراسة أخرى لـ Herring حول سمات المدونين إلى أن النسبة الأكبر من مدونات الشأن العام والتي توليها وسائل الإعلام جل اهتمامها يكتبها ذكور بالغين في حين أن نصف مستخدمي المدونات (الجمهور) هم من الإناث والمراهقين، الذين يميلون إلى إنشاء مدونات شخصية([iii]).

ويمكن الإشارة إلى عدد من الكتب المهمة التي تناولت ظاهرة التدوين الاليكتروني وانعكاساتها الإعلامية. ومن أبرز هذه الكتب، كتاب Blood "دليل التدوين"([iv]) والذى يقدم إرشادات عملية لإنشاء وإدارة المدونات الشخصية. كما يبرز كتاب Serfaty الذي يحمل عنوان "المرآة والحجاب"([v]) ويتناول مراجعة نقدية للمدونات الاليكترونية الأمريكية مقارنة بمثيلاتها الأوربية وبيان أثر الثقافة الأمريكية التاريخية في التعبير عن الذات على هذه الظاهرة، بالإضافة إلى كتاب Hewitt بعنوان "المدونة" ويتناول ظاهرة التدوين باعتبارها حركة إصلاح معلوماتي تغير العالم وتؤثر على مجتمع وسائل الإعلام في الولايات المتحدة.

ولعل من أهم النتائج التي توصل إليها مؤلفو الكتب الثلاثة والتي تصب في موضوع بحثنا حول دور المدونات الاليكترونية في دعم التعبير عن التعددية بشكل مباشر ما يلي:

-   ما انتهي إليه بلوود من تأكيد أهمية الطابع السياسي للمدونات الاليكترونية ودورها في ديمقرطية وسائل الإعلام من خلال تعبيرها عن أفراد وجماعات عديدة داخل المجتمع تريد إسماع صوتها للآخرين.
-   تأكيد هيوت أن وسائل الإعلام التقليدية قد فقدت الثقة فيها كمعبر عن جميع أفراد وجماعات المجتمع وبالتالي ظهرت المدونات والوسائل الشخصية الجديدة التي تتمتع بدرجة اكبر من الثقة.
-       تأكيد هيوت أن وسائل الإعلام التقليدية لا تمنح فرصا حقيقية للتعبير عن التنوع والتعدد في المجتمع.



موضوع الدراسة ومنهجها:

رغم قصر العمر الزمني للمدونات فإنها أحدثت ردود فعل عديدة على المستويين الرسمي والشعبي، وأثارت جدلا مستمرا بين المعنيين بها من سياسيين وإعلاميين وأكاديميين وحتى من جانب المستخدم الفرد للانترنت. فقد نظر إليها البعض على أنها نوع من "الصحافة البديلة" التي تمنح الفئات المهمشة في المجتمع منفذا فريدا للتعبير عن نفسها والدفاع عن مصالحها.
 وفي ضوء خلو المكتبة العربية من دراسات حول ظاهرة المدونات نظرا لحداثتها، تأتي أهمية رصد هذه الظاهرة رصدا علميا والتعرف على أبعادها ودورها المنتظر في الساحة العربية خاصة علي صعيد خلق حريات جديدة ودعم التعبير عن التعددية. وعلي هذا فان هذه الدراسة التي تنتمي إلى نوعية الدراسات الكشفية الاستطلاعية تهدف في الأساس إلى رصد ظاهرة المدونات وتحليل أبعادها المختلفة خاصة علي صعيد هويتها وتاريخها وسماتها الاتصالية كوسيلة اتصال جديدة، والحريات التي يمكن أن ترسخها في واقع الاتصال الإنساني، وصولا إلى تأصيل دورها في دعم التعبير عن التعددية السياسية والطائفية والعرقية في فضاء الاتصال الاليكتروني العالمي والعربي. كما تنتمي الدراسة إلى نوعية الدراسات الوصفية التي تستهدف "دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة الظاهرة (ظاهرة المدونات) وذلك بهدف الحصول على معلومات كافية ودقيقة عنها، وذلك عل أساس ان البحث الوصفي يتجه إلى وصف ما هو كائن وتفسيره ويهتم بتحديد الظروف والعلاقات والدلالات المتصلة بظاهرة من الظواهر"([vi]). ووفقا لذلك فان الدراسة تسعى إلى وصف وتحليل ظاهرة المدونات الاليكترونية والحريات الجديدة التي يمكن أن ترسخها المدونات الاليكترونية في الواقع الاتصالي العالمي، وارتباط تلك الحريات الفردية والجماعية بظاهرة التعددية بوصفها ظاهرة يندر أن يخلو منها مجتمع من المجتمعات الإنسانية، بما فيها المجتمعات العربية.

وتنطلق الدراسة من فرضية ان ظهور وانتشار المدونات كوسيلة جديدة للاتصال وكنوع من الصحافة البديلة، وما تتمتع به من سمات اتصالية عديدة،وسعيا إلى اختبار هذه الفرضية تطرح الدراسة عددا من الإشكاليات المحيطة بهذه الظاهرة وتتناولها بالرصد والتحليل والتفسير باعتبارها وسيلة إعلامية جديدة أضافت حريات جديدة فردية وجماعية وأثارت مخاوف جديدة لدي الحكومات.

وفي ضوء ما سبق تسعى الدراسة إلى الإجابة عن التساؤلات التالية:

1.     ما المدونات الاليكترونية وكيف نشأت وتطورت؟
2.     ما السمات الأساسية للمدونات الاليكترونية كوسيلة اتصال جماهيرية جديدة؟
3.     ما الحريات الفردية والجماعية التي ترسخها المدونات الاليكترونية في الاتصال الإنساني؟


مصطلح المدونات:

يتكون مصطلح المدونات weblog المأخوذ من اللغة الإنجليزية من كلمتين هما: ويب (web) وتشير إلى الشبكة الدولية للمعلومات، ولوغ (log) وتعني تسجيلا أو دفترا، لتصبح الكلمة سجلا لتدوين الملاحظات على الويب. والمدونة هي صفحة إنترنت تظهر عليها تدوينات صاحبها أو أصحابها مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا أو تنازليا، تصاحبها آلية لأرشفة التدوينات القديمة، ويكون لكل تدوينة عنوان دائم مما يمكن القارئ من الرجوع إليها في وقت لاحق.


فمن مدخل تجاري بحت، تُعرف شركة مايكروسوفت المدونات بأنها "صحف ويب شخصية يتم تحديثها باستمرار ويمكن أن تساعد كلا من الشركات الصغيرة والكبيرة على نشر رسائلها التسويقية. كما أنها تزيد من قدرة الناس على التشارك في الأفكار والمعلومات على المستوي العالمي"([vii]). ويُعرف
وينظر البعض إلى المدونة على أنها "موقع انترنت شخصي يتضمن شكلا من أشكال اليوميات العامة، غالبا ما ينشئها ويديرها شخص واحد، رغم أن هناك أيضا مدونات مشتركة بين أكثر من شخص ومدونات لجماعات ومؤسسات وشركات، وتتضمن قائمة بالأفكار والآراء والروابط([viii]).




سمات المدونة كوسيلة إعلام:

تعد المدونات نوعا جديدا ومختلفا من أنشطة النشر الاليكتروني التي بدأت في تغيير المعادلات الإعلامية القائمة في العالم خاصة فيما يتعلق بإنتاج وتوزيع المعلومات. ولعل هذا ما دفع بعض الباحثين إلى القول بان المدونات تمثل بداية ثورة جديدة وواسعة في صناعة النشر([ix]). كما يؤكد البعض الأخر أن قدرة الأفراد على إنتاج النصوص ونشرها بسهولة ومجانا في مدوناتهم دون الحاجة إلى الحصول على تصريح بالنشر من محرر أو ناشر ربما تنقل الصحافة إلى آفاق جديدة وتجعل بيئة العمل في وسائل الإعلام التقليدية أكثر ديمقراطية([x]).
وينظر بعض الباحثين إلى المدونات الاليكترونية باعتبارها نوعا من الإصلاح المعرفي والمعلوماتي الذي يشهده العالم بفضل تطور تكنولوجيا الاتصال.



ورغم صعوبة تصنيف المدونات فإن ديرستيني([xi]) يصنفها في خمسة أنواع رئيسية، هي:

-       المدونات الشخصية للأخبار والآراء.
-       مدونات الأخبار والتعليقات.
-       مدونات الترويج والإعلان والتسويق وخدمات المستهلكين.
-       مدونات المال والأعمال والمدونات المهنية.
-       المدونات المؤسسية الداخلية.

مميزات المدونة:

في ضوء العرض السابق يمكن القول إن المدونة تتميز كوسيلة جديدة للاتصال بما يلي:

-       غالبا ما يتم إنشائها وإدارتها من جانب شخص واحد أو مجموعة صغيرة من الأشخاص.
-       تتيح إمكانية تجهيل اسم صاحبها.
-       تأخذ شكل اليوميات المرتبة زمنيا كما يمكن ترتيبها في فئات بسيطة، وهو ما يجعل من إنتاجها وإدارتها أمرا يسيرا وفي متناول المستخدم العادي للانترنت.
-        سهولة تجديدها وتحديثها باستمرار.




المدونات ودعم التعبير عن التعددية

مفهوم التعددية:

يقوم مفهوم التعددية على أساس أن كل كيان في الوجود، بل والوجود نفسه، يتكون من أجزاء مستقلة ولكل جزء جوهره الخاص المتميز. ويترتب على ذلك الاعتقاد بوجود أشياء متعددة على مختلف مستويات الحياة. فالتعددية تدافع عن التعدد في المعتقدات والأفكار والمؤسسات  والسياسات والاختيارات، وتعارض الواحدية أو الأحادية([xii]).


المدونات ودعم التعبير عن التعددية:

يؤكد تاريخ وسائل الاتصال أن الوسيلة الجديدة غالبا ما تكون أداة من أدوات دعم حرية التعبير في المجتمع. فالوسائل الجديدة غالبا ما تشارك فور ظهورها في الكفاح من أجل حريات جديدة. فقد كان لظهور الكتاب المطبوع في القرنين الخامس عشر والسادس عشر دور كبير في كفاح المجتمعات الأوروبية من أجل الحرية الدينية، خاصة ما يتعلق منها بالتعدد المذهبي في الكنيسة الأوروبية. وشاركت الصحف المطبوعة الوليدة في القرنين السابع عشر والثامن عشر في إقرار الحرية السياسية التي تؤكد حرية تعدد الرؤى والسياسات والنظم السياسية وحق المواطنين- وفقا لانتماءاتهم السياسية- في الانضمام للجماعات والأحزاب السياسية المتعددة الاتجاهات. وفي الوقت الحاضر يمكن القول إن الإنترنت بوجه عام والمدونات على وجه الخصوص أصبح لها دور كبير في الدفاع عن حرية التعبير ودعم حالة التعدد التي تعيشها المجتمعات الإنسانية المختلفة التي دخلتها هذه الوسيلة الجديدة.

نشأة وتطور المدونات العربية:

لم يتأخر العرب كثيرا في اللحاق بركب المدونات كوسيلة اتصالية جديدة على شبكة الانترنت. وقد ساهمت البنية الاتصالية الجيدة التي وفرتها غالبية الحكومات العربية في تقليل الفارق الزمني بين ظهور الوسيلة الجديدة في العالم وتبني قطاعات كبيرة من الجمهور العربي لها، علي عكس ما كان عليه الحال مع الصحافة المطبوعة التي تأخر معرفة العالم العربي بها بعد نحو قرنين من ظهورها في أوروبا والولايات المتحدة. والثابت أن دخول العرب عصر المعلومات القائم على الاتصال الشبكي وتبني تقنياته ووسائله كان سريعا إلى حد كبير مقارنة بوسائل الاتصال التقليدية كالصحافة والراديو والتليفزيون.
ورغم انه ليس هناك تاريخ محدد يمكن اعتباره أول ظهور للمدونات العربية على شبكة الانترنت، فإنه يمكن القول أن المدونات العربية، سواء كانت ناطقة باللغة العربية أو بلغات أخرى، بدأت في التدفق علي شبكة الانترنت في مطلع عام 2003 خاصة مع الغزو الأمريكي للعراق.


المدونات ودعم التعبير عن التعددية في العالم العربي:
لقد أتاحت الإنترنت بوجه عام والمدونات على وجه التحديد فرصا واسعة أمام عدد كبير من المواطنين في مختلف الدول العربية للتعبير عن آرائهم والإعلان عن أنفسهم، خاصة الجماعات التي لم يكن متاحا لها التعبير عن نفسها وطرح أفكارها عبر وسائل الإعلام التقليدية، لأسباب سياسية "جماعات المعارضة السياسية يسارية وإسلامية، أو جماعات حقوق الإنسان"، أو أسباب دينية أو طائفية "مثل الشيعة أو المسيحيين"، أو لأسباب ثقافية ودينية مثل "المثليين جنسيا"، أو أسباب مادية تتعلق بعدم القدرة على إصدار الصحف المطبوعة أو إنشاء محطات للإذاعة والتليفزيون أو إدارة مواقع ويب. وقد بدا واضحًا أن تلك الجماعات قد استفادت من الإمكانيات الهائلة التي تتيحها هذه الوسيلة الجديدة.
لقد مثل النشر على المدونات منفذا جديدًا وجيدًا أمام أحزاب وجماعات المعارضة العربية، مكن العديد منها من التواصل مع الجماهير وكسب تعاطف وتأييد المزيد من المواطنين داخل الوطن وخارجه دون أن تتعرض لقيود الاتصال الجماهيري التقليدي المحرومة منه، بسبب إحكام الحكومات العربية السيطرة على وسائل الإعلام التقليدية ورقابتها للأشكال الجديدة من الاتصال عبر الانترنت.


خاتمة:

كشفت الدراسة أن المدونات أصبحت ظاهرة إعلامية مهمة في الوقت الراهن سواء على المستوى الدولي أو المستوى الإقليمي العربي، وتحولت إلى وسيلة اتصال جماهيرية توفر ما يمكن اعتباره "صحافة بديلة" أو "صحافة موازية" للصحافة المطبوعة والاليكترونية. وقد دعمت هذه الوسيلة الجديدة حريات فردية وجماعية كثيرة أهمها حرية التعبير عن الجماعات والتنظيمات ذات الطابع السياسي والثقافي والطائفي والعرقي التي كانت محرومة من امتلاك وسائل التعبير عن نفسها، كما مكنت الأشخاص المنتمين لهذه الجماعات بالتعبير عن انتماءاتهم والدفاع عن مصالحهم والمشاركة بفعالية في المشهد السياسي والثقافي القومي.
وقد أجابت الدراسة عن التساؤلات التي طرحتها وذلك بتقصي مفهوم المدونات الاليكترونية وإيضاح كيف نشأت وتطورت كوسيلة اتصال جديدة منبثقة من شبكة الانترنت ومختلفة عن وسائل الشبكة الأخرى كالصحف الاليكترونية ومواقع الصحف الورقية والمواقع الشخصية ومواقع الجماعات والتنظيمات المختلفة والمنتديات. وقد بينت الدراسة ما تتمتع به المدونات الاليكترونية من مزايا اتصالية جديدة كسهولة إنشاؤها ومجانيتها مقارنة بالوسائل الأخرى التقليدية والجديدة، الأمر الذي يجعل منها الوسيلة الاتصالية الأكثر يسرا في الاستخدام سواء من جانب القائمين بالاتصال أو من جانب الجمهور المستخدم لشبكة الانترنت.
وأجابت الدراسة عن السؤال الثاني المتصل بالسمات الأساسية للمدونة من خلال تحديد العناصر الاتصالية فيها كالمرسل والرسالة والوسيلة والجمهور، وتحديد عدد من السمات التي تميزها كوسيلة اليكترونية للتواصل مع الآخرين ومن أهمها تعبيرها عن صحافة المواطنين التي يمكن إنشائها وإدارتها دون تكلفة تذكر ودون معرفة واسعة بلغات البرمجة المختلفة من جانب شخص واحد أو مجموعة صغيرة من الأشخاص المتوافقين فكريا، وبالتالي فإنها تعد وسيلة اتصالية جديدة سهلة ومجانية ومقاومة للاحتكار سواء من جانب الحكومات أو الشركات الكبرى مقارنة في وسائل الإعلام التقليدية ومواقع الويب. كما أن إمكانية تجهيل اسم صاحبها جعل منها وسيلة أكثر حرية في التعبير عن الرأي أو الموقف مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية ومواقع الويب، إذ يتضاءل الخوف من المساءلة الأمنية والقانونية نتيجة الكتابة بأسماء مستعارة في المدونة. وتنسحب درجة الحرية الكبيرة المتاحة للمدون إلي الجمهور الزائر للمدونة من خلال ما تتضمنه من أدوات تفاعلية سهلة ومحددة تتيح للزائر تصفحها بيسر والتعليق عليها، والانتقال منها إلى مواقع أخري عبر روابط الويب.
وأوضحت الدراسة انه رغم أن شبكة الانترنت قبل ظهور المدونات كانت تتيح فرصا متعددة للأفراد للتعبير عن الرأي من خلال منتديات الحوار والمجموعات البريدية، فان المدونات قد تجاوزت العيوب التي تعاني منها هذه الوسائل مثل ضعف القدرة على التعبير عن الرأي الشخصي بشكل مركز وبالمساحة التي يرغب فيها الفرد، والرقابة والتصفية التي يفرضها مشرف المنتدى أو المجموعة البريدية علي المداخلات.
وخلصت الدراسة في الإجابة عن السؤال الثالث المتصل بالحريات الفردية والجماعية التي ترسخها المدونات الاليكترونية في الاتصال الإنساني إلى تأكيد الحقيقة التاريخية المتصلة بدور وسائل الاتصال الجديدة في دعم حرية التعبير في المجتمع من خلال المشاركة فور ظهورها في الكفاح من أجل حريات جديدة. ومن خلال المقارنة بدور وسائل الاتصال السابقة عليها (الكتاب المطبوع والصحف المطبوعة والإذاعة والتليفزيون والصحافة الاليكترونية) في ترسيخ حريات جديدة فور ظهورها، انتهت الدراسة إلى أن المدونات منذ ظهورها في السنوات الأخيرة من القرن العشرين أصبح لها دور كبير في الدفاع عن حرية التعبير ودعم حالة التعدد التي تعيشها المجتمعات الإنسانية المختلفة.
ومن منظور تاريخي استقرائي مقارن انتهت الدراسة إلى انه إذا كانت الكتب المطبوعة قد عززت الدعوة إلى الإصلاح الديني وإذا كانت الصحف الشعبية قد استخدمت لترسيخ الحقوق السياسية، فإن المدونات الاليكترونية كوسيلة من وسائل الإنترنت والصحافة الإليكترونية تناضل في العصر الحاضر من أجل خلق وترسيخ حريات جديدة مرتبطة باحتياجات مستخدميها المنبثقة من هوياتهم الاجتماعية والثقافية. وميزت الدراسة بين الحريات الجماعية التي ترسخها وسائل الإعلام التقليدية والحريات الشخصية والجماعية التي تسعى المدونات إلى ترسيخها وهي حريات تتصل بأسلوب الحياة وحرية الانتماء إلى جماعات معينة على أساس نوعي أو عرقي أو ديني أو لغوي، بالإضافة إلى حرية هذه الجماعات في تنسيق ضغوطها السياسية وتشكيل هوياتها الجماعية والمشاركة في المعلومات والمصادر عبر شبكة الإنترنت والصحف الإليكترونية.


وخلصت الدراسة إلى أن النشر على المدونات أصبح منفذا جديدًا وجيدًا أمام أحزاب وجماعات المعارضة العربية، مكن العديد منها من التواصل مع الجماهير وكسب تعاطف وتأييد المزيد من المواطنين داخل الوطن وخارجه .
وخلصت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية بين معدل نشر المدونات في المجتمعات العربية وبين الحريات العامة المتاحة أمام الأقليات المختلفة داخل هذه المجتمعات،
وكشفت الدراسة أن جماعات الإسلام السياسي أو ما يُعرف باسم التيارات الإسلامية كانت من ابرز القوى التي مثلت لها المدونات مخرجًا مناسبًا للتعبير عن نفسها.


وفي ضوء الإجابات السابقة عن التساؤلات فقد أكدت الدراسة صحة الفرضية التي انطلقت منها وهي أن المدونات في العالم بوجه عام وفي الوطن العربي على وجه الخصوص إذا ما أحسن استخدامها ولم تتعرض لقيود مشابهة لما تتعرض له وسائل الإعلام التقليدية يمكن أن تدعم فكرة التعددية بجميع مستوياتها السياسية والطائفية والعرقية في الواقع العربي وتساعد الجماعات المختلفة علي التعبير عن نفسها والتحاور مع الجماعات الأخرى وهو ما يدعم في نهاية المطاف التعايش السلمي بين الطوائف والمذاهب والأعراق المختلفة التي يزخر بها العالم العربي.


الهوامش:

([1]) Blood, R. (2000). Weblogs: A history and perspective. http://www.rebeccablood.net/essays/weblog_history.html.
([1]) Herring, S. C., Kouper, I., Scheidt, L. A., &Wright, E. (2004). Women and children last: The discursive construction of weblogs. In L.Gurak, S.Antonijevic, L.Johnson, C.Ratliff, &J.Reyman (Eds.), Into the Blogosphere: Rhetoric, Community, and Culture of Weblogs. University of Minnesota. http://blog.lib.umn.edu/blogosphere/women_and_children.html.
([1]) Herring, S. C. (2003). Gender and power in online communication. In J.Holmes&M.Meyerhoff (Eds.), The Handbook of Language and Gender (pp. 202–228).
Oxford : Blackwell Publishers.
([1]) Nardi, B., Schiano, D., &Gumbrecht, M. (2004). Blogging as social activity, or, would you let 900 million people read your diary? Proceedings of Computer Supported Cooperative Work 2004. http://home.comcast.net/%7Ediane.schiano/CSCW04.Blog.pdf
([1]) Gumbrecht, M. (2004). Blogs as "protected space." WWW2004 Workshop on the Weblogging Ecosystem: Aggregation, Analysis and Dynamics.  http://www.blogpulse.com/papers/www2004gumbrecht.pdf

([1]) Viéga, Fernanda B. (2005) Bloggers' Expectations of Privacy and Accountability: An Initial Survey. Journal of Computer-Mediated Communication. Volume 10 Issue 3, April 2005

([1]) Carlson, Matt (2007) BLOGS AND JOURNALISTIC AUTHORITY: The role of blogs in US Election Day 2004 Coverage. Journalism Studies, Vol. 8, No 2, 264 – 279.
([1]) Wall, Melissa (2006)  BLOGGING GULF WAR II. Journalism Studies, Vol. 7, No 1, 111-126.
([1]) Trammell, Kaye D., Alek Tarkowski and Amanda M. Sapp (2006). Rzeczpospolita blogo´w [Republic of Blog]: Examining Polish Bloggers Through Content Analysis. Journal of Computer-Mediated Communication 11 (2006) 702–722
([1]) Blood, R. (2002). The weblog handbook: Practical advice on creating and maintaining your blog. Danvers, MA: Perseus Publishing.
([1]) Serfaty, V. (2004). The mirror and the veil: An overview of American online diaries and blogs. New York, NY: Rodopi.
(12) الرزن، جمال (2007). المدونات الاليكترونية وسلطة التدوين. متوافر على موقع البوابة العربية لعلوم الاعلام والاتصال. http://www.arabmediastudies.net/images/stories/pdf/zran.pdf
([1] ) عمر، السيد احمد مصطفي (2002). البحث الاعلامي: مفهومه ..اجراءاته.. ومناهجه، بيروت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع. ص210.
([1])http://www.aawsat.com/details.asp?section=13&issue=9562&article=280398&search=المدوناتstate=true
([1]) Microsoft. "The Four-Letter Word That Can Get People Excited
About Your Products." Available at www.microsoft.com/businesssolutions/
blogs_expkined.mspx
([1]) Accenture. "To Blog or Not To Blog." Available at http://digitalforum.accenture.com/DigitalForum/Global/ViewByTopic/VirtualCo
mmunications/0409_ToBlogOrNot
([1]) Technorati. "About Technorati." Available at www.technorati.com/about
([1]) Berkman Center for Internet and Policy, Harvard Law School,"What Makes a Weblog a Weblog?" Available at http://blogs.law.harvard.edu/whatMakesAWeblogAWeblog
([1]) Volke, Sean (2006) Encouraging interaction online: The emerging roles of blogs/wikis/RSS in fostering and encouraging user participation. Thomson Gale: Australia.

([1])  Glen Fuller: The Evental Potential of Blogs. Available at: http://incsub.org/blogtalk/?page_id=52

([1]) Coggins, S. “Blogging the 2004 Campaign” About.com. No date. http://weblogs.about.com/cs/2004uscampaign/a/2004campaign.htm 23 January 2005
([1]) John Borland, Blogs play critical role in campaigns, CNET News.com., Published: November 1, 2004. Available online at: http://news.com.com/Blogs+play+critical+role+in+campaigns/2100-1028_3-5432879.html?tag=st.num
([1]) لمزيد من التفاصيل حول تاريخ التدوين الاليكتروني راجع: Blood, Rebecca. "Weblogs: A History and Perspective", Rebecca's Pocket. 07 September 2000. 25 October 2006. <http://www.rebeccablood.net/essays/weblog_history.html">
([1]) Dearstyne, Bruce W., Blogs: The New Information Revolution. The Information Management Journal. September/October 2005. P. 39
([1]) http://www.openarab.net/reports/net2006/blogger.shtml
([1]) الشرق الأوسط 25 يونيو 2006. متاح على الموقع: http://www.aawsat.com/details.asp?section=37&article=369954&issue=10071
([1]) Rainie, L (2005), “The state of blogging” Pew Internet & American Life Project, January 2005, http://www.pewinternet.org/PPF/r/144/report_display.asp
([1])Dvorak, John C. 2002. The Blog Phenomenon. PC Magasine 05/02/02. http://www.
pcmag.com/article. O’Neill, Brendan. 2003. Gone to the Blogs. Spiked, 14/01/03. http://www.spikedonline.com
([1])Reed, Adam (2005) ‘My Blog Is Me’: Texts and Persons in UK Online Journal Culture (and Anthropology). ethnos, vol. 70:2, june 2005 (pp. 220–242)p.221.
([1]) Hewitt, H. (2005). Blog: Understanding the information reformation that’s changing your world. Nashville, TN: Nelson.
([1]) Dearstyne, Bruce W., Blogs: The New Information Revolution. The Information Management Journal. September/October 2005. P. 42
(33) نصر، حسني محمد (2003). الانترنت والإعلام: الصحافة الاليكترونية. الكويت: مكتبة الفلاح. ص74.
([1])Singer, Janeb (2005) The Political J-blogger: ‘normalizing’ a new media form to fit old norms and practices’’, Journalism: Theory, Practice Criticism 6, pp. 173_/98.
([1])Wall, Melissa (2005) ‘‘‘Blogs of War:’ weblogs as news’’, Journalism: Theory, Practice Criticism 6, pp. 153_/72.
([1])  Dearstyne, Bruce W., Blogs: The New Information Revolution. The Information Management Journal. September/October 2005. P. 39
([1]) Johnson, T. J., & Kaye, D. K. (2003, November). Wag the Blog: How reliance on traditional media and the Internet influence perceptions of Weblogs among blog users. Paper presented to the Midwest Association for Public Opinion Research (MAPOR) conference, Chicago, IL.
([1]) Nardi, B., Schiano, D., &Gumbrecht, M. (2004). Blogging as social activity, or, would you let 900 million people read your diary? Proceedings of Computer Supported Cooperative Work 2004.
([1]) Faler, B. “Add ‘Blog’ To the Campaign Lexicon.” The Washington Post: A04. November 15, 2003 www.washingtonpost.com/ac2/wp-dyn/A42468-2003Nov14?language=printer 23 January 2005
(42) عبد المجيد، وحيد (1993). الديمقراطية الداخلية في الأحزاب المصرية: دراسة مقارنة 1976-1987، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة. ص3.
(43) البشري، طارق (1989). الصيغ التقليدية والحديثة في التعددية السياسية (حالة مصر)، في: سعد الدين إبراهيم (محرر)، التعددية السياسية والديمقراطية في الوطن العربي، عمان- الأردن. ص 107.  
(44) الجابري، محمد عابد (1989)، التعددية السياسية وأصولها وآفاق مستقبلها، في:  سعد الدين إبراهيم (محرر)، التعددية السياسية والديمقراطية في الوطن العربي، مرجع سابق. ص 18.
(45) الجابري، محمد عابد (1989)، مناقشات، في:  سعد الدين إبراهيم (محرر)، التعددية السياسية والديمقراطية في الوطن العربي، مرجع سابق. ص 75.
([1]) Siebert, F.S. (1965) Freedom of the Press in England, 1476–1776: The Rise and Decline of Government Control. Urbana: University of Illinois Press. Harrison, S. (1974) Poor Men’s Guardian: A Record of the Struggles for a Democratic Newspaper Press, 1763–1973. London: Lawrence and Wishart.
([1]) Hollis, P. (1970) The Pauper Press: A Study in Working-Class Radicalism of the 1830s. London: Oxford University Press.
([1]) Chalaby, Jean K. (2001). New Media, New Freedoms, New Threats. GAZETTE Vol.62 No. 1, p.24.
([1]) Chalaby, Jean K. (2001). New Media, New Freedoms, New Threats. Ibid.p.20.
([1])Blood, Rebecca. "Weblogs: A History and Perspective", Rebecca's Pocket. 07 September 2000. 25 October 2006. <http://www.rebeccablood.net/essays/weblog_history.html">.
([1]) Hewitt, H. (2005). Blog: Understanding the information reformation that’s changing your world. Ibid. p.76.
([1]) Hoff, Rachel (2005), Dissident Watch: Arash Sigarchi. MIDDLE EAST QUARTERLY. Fall 2005. p.96.
(54) عيد، جمال (2007)، النشطاء العرب وتكنولوجيا المعلوماتية الإنترنت: بصيص ضوء في نفق معتم، ورقة مقدمة إلى مؤتمر: " العالم العربي الأفكار, لممثلون و المجالات"، معهد "البيت العربي"، مدريد : 18 - 19 يناير 2007م. متاحة على الانترنت: http://www.openarab.net/articles/2007/art0121.shtml
(55) المدونات العربية حرية التعبير مجسدة، المبادرة العربية لانترنت حر، متاح علي: http://www.openarab.net/reports/net2006/blogger.shtml
(56) انتشار المدونات الشخصية العربية تعزيز لثقافة الحوار، متاح على: http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,1681786,00.html
([1]) http://www.openarab.net/reports/net2006/blogger.shtml
(59) عشرة يمولون الارهاب. http://hdeel.ws/blog

(60) جهاد الخازن، عيون وآذان "بلوغسفير"، الحياة، 06/01/2006. http://www.daralhayat.com/opinion/editorials/01-2006/Item-20060105-9c141119-c0a8-10ed-0169-7d14446be980/story.html

(61) رصدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ما يزيد عن 34 موقعًا لمجموعات وأحزاب معارضة تبث مواقعها من خارج بلدانها، ورأت أنه من الأنسب عدم ذكر اسمها أو مواقعها، حتى لا تكون سببا لحجب هذا الموقع أو ذاك .
(62  ) التهميش والتضييق دفع الإسلاميين إلى حسن استغلال الإنترنت. تحقيق صحفي (14 ديسمبر 2005) متاح على الإنترنت: http://www.islammemo.cc/culture/one_news.asp?IDnews=289



أستاذ الصحافة المشارك بجامعة السلطان قابوس. *



([i]) Blood, R. (2000). Weblogs: A history and perspective. http://www.rebeccablood.net/essays/weblog_history.html.
([ii]) Herring, S. C., Kouper, I., Scheidt, L. A., &Wright, E. (2004). Women and children last: The discursive construction of weblogs. In L.Gurak, S.Antonijevic, L.Johnson, C.Ratliff, &J.Reyman (Eds.), Into the Blogosphere: Rhetoric, Community, and Culture of Weblogs. University of Minnesota. http://blog.lib.umn.edu/blogosphere/women_and_children.html.
([iii]) Herring, S. C. (2003). Gender and power in online communication. In J.Holmes&M.Meyerhoff (Eds.), The Handbook of Language and Gender (pp. 202–228).
Oxford : Blackwell Publishers.
([iv]) Blood, R. (2002). The weblog handbook: Practical advice on creating and maintaining your blog. Danvers, MA: Perseus Publishing.
([v]) Serfaty, V. (2004). The mirror and the veil: An overview of American online diaries and blogs. New York, NY: Rodopi.
([vi] ) عمر، السيد احمد مصطفي (2002). البحث الاعلامي: مفهومه ..اجراءاته.. ومناهجه، بيروت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع. ص210.
([vii]) Microsoft. "The Four-Letter Word That Can Get People Excited
About Your Products." Available at www.microsoft.com/businesssolutions/
blogs_expkined.mspx
([viii]) Volke, Sean (2006) Encouraging interaction online: The emerging roles of blogs/wikis/RSS in fostering and encouraging user participation. Thomson Gale: Australia.
([ix])Dvorak, John C. 2002. The Blog Phenomenon. PC Magasine 05/02/02. http://www.
pcmag.com/article. O’Neill, Brendan. 2003. Gone to the Blogs. Spiked, 14/01/03. http://www.spikedonline.com
([x])Reed, Adam (2005) ‘My Blog Is Me’: Texts and Persons in UK Online Journal Culture (and Anthropology). ethnos, vol. 70:2, june 2005 (pp. 220–242)p.221.
([xi]) Dearstyne, Bruce W., Blogs: The New Information Revolution. The Information Management Journal. September/October 2005. P. 42
(42) عبد المجيد، وحيد (1993). الديمقراطية الداخلية في الأحزاب المصرية: دراسة مقارنة 1976-1987، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة. ص3.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق